مذبحة الحب على عتبات قلبي .
انتقلت من حب الى حب ، اخرج من علاقة لادخل بإخرى ، طاوعت قلبي اينما مال ، ودفنت عقلي في حجرة مظلمة ، حتى اضاعني قلبي وتخلى عني عقلي ، هذه قصتي ، قصة الفتاة التي احبت وعشقت وفشلت ، حاولت فلم تنجح ، انه الحب ، يميل القلوب حيثما اراد .
بداية القصة (دماء العشق تتدفق من قلبي)
كنت كأي فتاة تتعطش للحب في سن المراهقه ، تحلم ان يأتي شاب وسيم يغرقها بالكلام المعسول ، وكلمات العشق ، لتذهب الى فراشها ، وتبدأ بإحتضان المخدة ، وتغيب في خيالها مع هذا الحب .
لم يكن حبا في تلك الايام ، فبعد معرفتي بإحدى الشباب ، وبدأت اغرق معه بالعشق ، واعيش احدى ادوار البطولة مثل التي موجودة في المسلسلات التركية او الافلام الهندية ، شعرت بالملل .
لم يكن شعوري بالملل من الحب ، لكن بعد وقت بدأت احس ان هناك شيء ناقص ، لا يكتمل بهذه الطريقة ، لم تعد الكلمات المعسولة والجميلة تحرك قلبي ، لم يعد قلبي يخفق مثلما كان في الماضي ، انا بحاجة للمزيد .
فلم يكن مني إلا ان اترك هذا الشاب واعيد التفكير بالامر ، لا بد من وجود امور اخرى ، كالأحضان والقبل ، والمشي تحت المطر ، ان يمسكني بيدي ويضمني اليه ، ان انظر لعينيه ، ان يفترسني بيديه .
بداية الاحداث ( رغباتي حكمتني ).
بعد مرور سنوات وخروجي من هذه المرحلة بدأت بالتفكير بالامر مجددا ، كلما ذهبت الى الجامعة ، لم ارى شجرة إلا واثنان يجلسون تحتها ، انظر بتمعن ، لا شيء يقلقهم ، كانو يتهامسون ، وكان كل واحد فيهم يغتنم الفرصه ان لا احد يراه ليسرق من حبيبته قبله خاطفة ، شدني الموضوع كثيرا .
الم يكن هذا الذي ارقني في مراهقتي ، الم يشغل هذا الامر تفكيري لاشهر وسنوات ، اليس هذا ما ابحث عنه ، ما المشكلة ،فانا الان في كامل عقلي ، لم اعد صغيرة ومراهقة مثلما قبل ، ومن حقي ان احب .
العشيق المنتظر ( رحلة البحث ).
بدأت ابحث عن هذا الحبيب ، انظر الى الشباب بكل تمعن ، احاول ان ابحث عن هذا الشاب الوسيم الراقي الذي تحلم به كل فتاه ، لم اجده ، بل اوجدته الصدفة ، عندما سقطت كتبي مني فتناولها عن الارض ، نسيت كل شيء ، قتلته بنظراتي ، اخدته بعيني الى عالم اخر ، اكاد اشبه ما حصل بإغتصاب عيناي له .
مع مرور الاشهر ، تطورات سريعة في هذه العلاقة ، كنت اعشقه بدون اي سبب ، لكني انتظره ان يقول لي احبكي ، لقد اخد وقتا طويلا ليقولها ، لكنه قالها .
لم نفعل شيء ، لكن غمرتني هذه الكلمة ، وعدت الى البيت لاحتضن نفس المخدة التي احتضنتها فرحا لاول حب لي ايام المراهقة ، لكن هذه المرة حقيقية ، بدأنا نتواعد كثيرا ونلتقي كثيرا ، كان لذلك اثر كبير لتراجعي في الدراسة الجامعية ، لكن ذلك لا يهم ، فالحب اجمل من كل شيء .
في كل لقاء كنت متشوقة لقبلاته واحضانه ، لم يبادلني هذا الشيء إلا بعد وقت طويل ، بعد وقت استغرقته انا من التلميح والاشارات والكلمات حتى استسلم لهذا الامر .
لم يكثرت عقلي كثيرا عندما كان يحضنني او يسرق قبله على خدي او من شفتاي ، كنت ارغب بذلك بكثره ، كان يتردد من ذلك كثيرا ، لكني كنت امنحه الفرص ، وابدي فرحتي بقيامه بذلك .
الرغبة العارمة ( اريد اكثر من ذلك )
ومرت الايام والشهور ونحن على ذلك ، لكن فجأة ، توقفت مشاعري عن الاحساس بالشوق والرغبة في ذلك ، بدأت لا احن للقائه او لصوته ، حتى عندما كان يقبلني لم يتحرك لي ساكن ، لم يعد قلبي يرتجف كما قبل ، اعرف ذلك الاحساس .
هذا هو نفسه الاحساس الذي اصابني عندما كنت مراهقة ، واحببت شابا ، ولم نكن نعرف من الحب شيئا ، انه هو ، واعرف ما اريد ، ان الحب بهذه الطريقة لذي توقف ، فرغباتي تتعدى ذلك ، وما اريده اكثر بكثير من قبله او احتضان او ان يمسك بيدي ، او ان يقول اشتقت لكي واحبكي ، اريد اكثر من ذلك .
ففي يوم كنت قد طلبت منه ان نلتقي ، وبعد اللقاء طلبت منه ان نتزوج ، فضحك ضحكة تعجب وسخرية ، نتزوج ؟ لكن كيف ونحن ما لازلنا طلاب في الجامعه ، اليس من المبكر على هذا الامر؟
حاول اقناعي بأن الوقت ليس مناسبا ، وانه لا يملك من مقومات الزواج شيء ، ازدادت الخلافات بيننا بشكل كبير ، لا انا افهمه ولا هو يفهمني .
فأنا فتاة تحكمها وتسيطر عليها رغباتها المكبوته ، تريد ان تعيش حبا كاملا ، لكنه غير مستعد للزواج ، والوقت بالنسبه له مبكرا ، واصبحت غير قادرة على الانتظار .
عتاب عقلي ( ترميم ما تبقى مني )
لم يلبث الامر اشهر حتى افترقنا بشكل نهائي ، حاولت نسيان الامر كما بالماضي ، لكني وجدت مشكلة اخرى ، انا متأخرة في الدراسة ، لقد شغلني ما كنت ابحث فيه عن الحب ، المفروض اني تخرجت وانا الان بحاجة لسنتان لتعويض ما فات من اجل التخرج .
اجتهدت كثيرا ، كان الامر صعبا جدا ان انسى ما كان وان اكتم على قلبي واكبح جماح رغباتي واضع هدفا امامي ، ومع كل تلك المصاعب استطعت اجتياز كل هذه المشاكل .
اليوم هو يوم تخرجي ، كانت فرحة جميلة احتفلت بها انا وصديقاتي حتى اخر الليل ، كنت اسمع اذان الفجر عندما ذهبت الى النوم ، لقد كانت ليلة صاخبه .
اقبل ام ارفض ( صراع بين القلب والعقل )
بقيت نائمه حتى المساء حتى ايقظتني امي ، واخبرتني ان هناك ضيوف سيأتون الليلا من اجلكي ، ضيوف من اجلي؟ من الذي سيأتي من اجلي ، فقالت لي شاب يود طلب يدكي وخطبتكي .
ضحكت قليلا وقلت لها ، لا اريد الزواج ، فأمامي مشوار في مستقبلي اريد ان اكمله ، وقلت لها بإستهتار ، سأرى من يريد رؤيتي ، كان ذلك على سبيل الاستهتار ، وكنت اساير اهلي لكي لا اغضبهم .
في الثامنة مساءا دق باب المنزل فقلت لامي وانا ضاحكه ، اذهبي افتحي له الباب انه العريس الذي سوف ارفضه ، شتمتني ، لكني كنت اضحك ، ودخل الشاب جلست معه ، بدأنا بالحديث ، يبدو انه شاب رآئع ولطيف ، يعمل في الخارج ، في امريكا ، ويستقر هناك ، ويريد ان يخطب فتاة من بلده ويعيش معها بالخارج .
قلت بداخلي ، انه شاب رائع مهذب ولطيف ، وضعه جيد ، وربما هذا ما كنت ابحث عنه ، زوج لطيف حنون يحبني ، وأعيش معه الحب الذي حاولت مرارا وتكرارا ان اجده ، لكن كان ينتهي الامر بإحتضان مخدتي الحقيرة .
طلبت منه ان اخد وقتي بالتفكير ، فوافق ، جلست اسبوعين ، في هذا الوقت كنت اكلمه هاتفيا ، ويتصارع القلب والعقل وكل شيء في ، هل اقبل ام ارفض ، لماذا قد اقبل ، لماذا قد ارفض ، هل هو مناسب قتلتني الحيرة ، سوف اوافق .
تزوجته وسافرت( عشق في احضان الحبيب )
وافقت عليه ، انه الحب المنطقي الذي يمكن ان اعيشه ، وما افضل من هذا الحب الذي قد يروي تعطشي لتلك الرغبات التي ما انفكت وكتمتها إلا وازداد لهيبها في قلبي ، ولم يأتي احد ليروي شبقها وعطشها .
تزوجته وسافرنا ، كانت اول ليلة لي معه مثل بحيره جافه فارتوت من نهر جاري حتى فاضت بمائها على كل البحار ، لا اعرف ما الذي حصل لي فأنا سعيدة جدا ، ففي الصباح ، بشكل تلقائي بدأت ابحث عن هذه المخدة التي كنت احتضنها بعد كل حب ، لكني ضحكت كثيرا ، فقد تركتها وسافرت .
عشنا الشهور الاولى بسعادة كبيرة جدا ، انه الحب الذي كنت ابحث عنه ، هذه المرة حب حقيقي كامل ، فهو يسمعني الكلام الجميل ، يحتضنني ، يقبلني ، يشبع شغفي ، ويطفئ لهيب قلبي المشتعل كلما رغبت .
لم يشكل طلبه بعدم انجاب الاطفال في السنوات الاولى من الزواج اي عائق لي ، لكني بدأت اشعر بالوحده ، اصبح يغيب في عمله كثيرا ، وانا غريبة في هذه البلاد الكبيرة ، ولا استطيع الخروج لوحدي ، وكل وقتي بالبيت .
فحاولت ان اطرح عليه فكرة انجاب الاطفال ، فهذا سوف يشغلني كثيرا ، وسوف يخفف من وحدتي في هذا البيت ، فكان رده عنيف جدا ، ورفض ، حتى انه قام بضرب طاولت العشاء حتى وقعت الصحون على الارض وتكسرت .
فاجعه ( اين انت يا عقلي لتنقدني من قلبي )
بعد هذا الموقف ، اصابني الخوف والحزن ، اني واثقه انه الحب الحقيقي الذي ابحث عنه ، ولكن ما الذي حصل ، بدأت اشعر بالملل ، اريد ان اكون اسرة مثل اي زوجه ، علاوتا على ذلك اصبحت غياباته كثيره .
اصبح يغيب عن البيت اياما ، وكان كلما عاد ، نسيت امر انجاب الاطفال واستسلمت له ليروي شبقي وعطشي ، اني اشبه مصاصين الدماء ، فإن لم آخد جرعتي من الحب كما يأخدون جرعتهم من الدم اموت .
وبعد ذلك يتركني ويذهب ، اصابني النفور بعدها ، كنت اجلس ابكي بالساعات ، حتى في احدى الايام وجدت على قميصه اثار قبلات ، معقول ، مهما حصل لن يخونني فهو يحبني ، اين انت يا عقلي .
اين انت يا عقلي لترحمني ، فقد قتلتني عاطفتي وقتلني الشك ، حتى شاهدت هاتفه ، وشاهدت مواعدات الحب بينه وبين عشيقاته ، الحقير ، كان يعيش مثلما اراد وانا محبوسه في زنزانته ..!
تملكتني القوة لاول مره وقررت ان اخرج من هذا البيت واراقبه ، اتصلت بسياره وحددت له ميعاد القدوم الى البيت ، وذلك بعد خروج زوجي لاتبعه واراقبه .
دخل مكان يضج بالناس الداخلين والخارجين ، يبدو انه مكان عمله ، لا ، فقد خرج مبكرا ، فتبعته ، ما هذا ؟ يدخل شقة جميله ، فنزلت من السياره وبعد دقائق ذهبت تجاه المنزل اطرق الباب كالمجنونة .
ففتح الباب لي فتاه شقراء جميلة جدا ، لا تكاد تلبس شيئا، وقالت لي بلغتها الغربيه ، ماذا تريدين؟ فدفعتها ودخلت البيت مسرعة ابحث كالاسد عن فرسيته الضائعة ، وجدته عاريا مستلقيا على فراشها .
انهيار كبير اصابني ، لم يسعفني قلبي ولا عقلي بشيء في هذا الموقف ، حدثت الكثير من الامور اثناء وجودي اضبطه مع تلك العاهره ،حتى عدنا الى المنزل ، واتفقنا على الطلاق وعودتي الى بلادي .
خريف الاوراق المتساقطه ( جفت دموع عيناي )
بعد عودي الى بلادي وطلاقي منه بأشهر ، بدأت استعيد عافيتي النفسية ، وبدأت بتقبل كل ما حصل معي ، كل هذا بسبب الحب ، قررت ان اعاقب قلبي واحكم بعقلي هذه المره .
لكن ما قاله قلبي صدمني ، قال : قليلا من الوقت وسيقتلك الشغف ، اصابتني حالة من الهستيريه ، بدأت اكسر البيت وزجاج النوافد وانا اصرخ ، هل انا فتاة تحكمها رغباتها ، هل اقتل نفسي وأريح عقلي من قلبي ؟ ، ألا تنطفئ هذه النار الموقدة بداخلي؟ ، الى متى ؟ .
حتى فتحت عيناي وانا بالمستشفى تحت تأثير المسكنات القوية ، وذلك بسبب الحاله الهستيريه التي اصابتني ، بعد يومان حضر طبيب نفسي ، وكان شابا في مقتبل العمر ، وقال لي: انتي رآئعه ، انتي بحاجه لجلسات نفسيه ، سوف يجعلكي ذلك اقوى مما انتي عليه .
لم اكن افهم عليه شيئا ، فكنت احاول النهوض لتكسير نوافذ المستشفى ، لكن التخدير جعلني غير قادره على الحركه ، خرجت من المستشفى بعد عشره ايام ، وقررت ان اذهب الى ذلك الطبيب النفسي لكي احضر عنده بعض الجلسات النفسيه ، لعلي اتحسن .
الشجره الجافه تنبت اوراق خضراء .
استمر ذهابي الى عيادة هذا الطبيب بإستمرار لعدة اشهر ، بمعدل زيارتين اسبوعيا ، في كل زيارة كنت اتمدد على هذا السرير المرتفع وانظر الى صقف العيادة ، ويجلس بالقرب مني على كرسيه ، يلبس تلك النضارات ، ويكتب بقلمه الازرق على تلك الاوراق التي يحملها .
كنت اروي له كل ما حصل معي من ايام مراهقتي ، وكيف كان شغف الحب يقتلني ، وكيف كان قلبي يسيطر على عقلي في كل مره ، وعن علاقتي في الجامعة كيف كانت لرغباتي هي المسيطر ، وكيف كنت لا استطيع كبح جماحها إلا بعد فوات الاوان ، وكيف تعود نار ولهيب قلبي بعد كبحها اشد قوة .
كان يستمع لي بكل روية وهدوء ، اعجبني ذلك ، فأنا بحاجا لمن يسمعني ، بحاجا لشخص ابوح له عن تلك المكنونات التي يخجل اي شخص ان يبوح بها ، وكم من الصعب اخبار الاخرين عنها .
مرت شهور وتحسنت حالتي ، لكن ما زلت اتردد على تلك العيادة، الى ذلك الطبيب الذي يستمعني بهدوء ، بدأت استلطف هذا الطبيب ، انه جميل وسيم ، يجيد الاستماع ، تجاهلت انه طبيب ، وان هذا عمله ، حبست عقلي في صندوق مظلم ، واطلقت العنان لقلبي .
الفصل الاخير ( يا ليتك يا قلبي هدأت ، وعقلي سمعت )
ويوم بعد يوم ، ازداد تعلقي بهذا الطبيب ، لا يهمني ، هل اعتبر احدى الحالات عنده او مهما كنت ، لقد احسست بالأمان معه ، وبدأت في كل زيارة له بالعيادة استلطفه بالكلام المعسول ، واحاول ان المسه متعمده وكأن الامر بالخطأ ، واحاول ان اعتذر منه ، وكأنني لا اقصد ذلك ،وكان دائما يقول لا تقلقي لا عليك .
حتى اتى يوم من الايام تعمدت فيه ان اذهب الى عيادته في وقت متأخر ، في الوقت الذي يغلق عيادته ويذهب ، فعلا دخلت عليه وهو يقوم بترتيب اغراضه ويهم بالعودة للبيت ،وكانت العيادة خالية ، نظر الي بإستغراب وتعجب ، وقال لي هل هناك شيء خطير حصل .
اقتربت منه وقلت له لا استطيع ، فتعجب وقال لي ماذا هناك؟ ، فدفعت بنفسي في حضنه ، وقلت له ان نار قلبي تحرقني ، حاول التمنع ، لكن كيف يقاومني ، وانا انثى تستطيع اغواء اي رجل ، فقد كانت نيران رغبتي تظهر في عيوني ، وكان الجاهل يستطيع تمييز ما بي من تعطش ، اغويته حتى استسلم لي واغلقنا باب العيادة ، ومارست معه العلاقة الجنسية حتى انارت شمس الصباح .
كنت منتشيا ولم اكن بوعيي ، فذهبت الى البيت ، ونمت حتى غروب الشمس ، حينما استيقظت ، اصابتني حالة هستيرية مما قمت به ، فما حصل لم يكن تفاديه ، ولا يمكن كبح جماحه ، وسيستمر معي دائما ، كانت الدموع تنهار وتسيل مني بغزارة .
هذه هي قصتي كتبتها قبل اقبالي على الانتحار ، فقد قررت ان انهي حياتي والتخلص منها وان استريح من الصراع بين عقلي وقلبي ، سأرمي بنفسي من اعلى المنزل ، واتخلص من هذا الجسد الذي لطالما ارغمني على فعل اي شيء ، لكني كتبت قصتي من اجل ان لا تلوموني ، فإني لا استطيع السيطرة على نفسي .
تعليقات
إرسال تعليق