مسافر على الطريق .
مسافر لكن لا اعرف الى اين الطريق .
الكثير من العثرات امامي ، مللت من كثرت المحطات ، مللت من السفر ، لا اعرف الى اين ، طريقي لا نهايه له ، مللت من السفر ، الى اين الطريق .
اصابتني الوحشه ، وقتلتني الوحدة ، لا احد يعرفني هناك ، لا اجد مؤنس لتلك الوحدة القاتله ، لكن كان يتوجب علي الرحيل ، فلم يتركوا لي اي مكان اعيش فيه في بلادي ، جعلوني اشعر اني اعيش داخل سجن ، يتحكمون في حياتي كلها .
في احدى المحطات ، بدأت اسمع الهاربين من حياتهم مثلي ، فهذه امرأة تمسك بولدها ، تحاول منعه من ازعاج الاخرين ، يحاول ان يفلت من بين يديها ليلعب ، دعيه ، فسيأتي عليه وقت لا يعرف فيه الفرح .
ورجل يحمل حقيبة سوداء ، يلبس نظارة ، يشبه الاطباء ، لكن عيناه تتحرك بسرعه ، ويبدو عليه الخوف ، وكأنه هارب من شيء ، وكأن شيء يلاحقه ، سينجو إلا إذا كان ملك الموت يلاحقه ، حينها لن يكون له فرصة .
وهناك عجوز يتكئ على عكازته ، عابس ، وكأنه ابرم اتفاق مع الحياة ونقدته ، يبدو انه اخيرا استطاع ان يحقق كل ما حلم به ، لكن بعدما افقدته الحياه كامل طاقته وصحته ، ومضى من عمره الكثير .
يقف خلف الرجل المسن شاب في مقتبل العمر ، متحمس جدا في كامل قوته ، يريد ان يأخد الدنيا في احضانه ، فلا شيء سوف يعجز عنه ، لكنه نسي ان الزمن سيأخد منه كل شيء قبل الوصول لحلمه .
اما انا مللت ، اعيدوني الى ما كنت عليه ، فالسجن الذي في بلادي ارحم علي من تلك الغربة ، دعوني اعيش بين من احب واموت معهم ، فقد مللت من الغربة ووحشتها ، فلا شيء سوف يسعدني .
تعليقات
إرسال تعليق