اسير على الطريق وحدي .
اسير في طريق طويلة جدا لوحدي ، والمارة من حولي ، والطريق ممله ، والغاية بعيدة ، والمشقة كبيرة ، والعمر بدأ يستنفد طاقتي ، وما عدت اقوى على المسير .
استأنست بحديث المارة ، استرق بسمعي بعض الكلمات من المارة الذين يمرون بجانبي في اتجاه معاكس لي ، كان ذلك انيسي فالطريق طويلة والوحدة موحشه جدا .
الرجل يقول لزوجته اصمتي ، وهي محمرة الخدين ، ربما ارادت شيء ورفضه ، هل لشيء تريد شرائه ام مكان تريد الذهاب اليه ، ايها الاحمق افعل ما تريده قبل فوات الاوان ، فلا شيء يستحق ما نحن فيه من حرمان .
وشاب يقول الى اين اذهب ، هل هو مسافر حائر ، ام هارب من لقاء احد ، ام انه ضج من الحياة الى مكان ينسيه حزنه ، ام ان القصة ليست كذلك ، ربما سعيد جدا ، لا اعلم .
فتاة جميلة تمسك بهاتفها وعلامات الشوق في عيونها وتتكلم على الهاتف مع شخص ، اين انت ، معقول انها ذاهبة للقاء حبيبها ، لا شك في ذلك فعيناها فضحت امرها ، والشوق يقتلها ، وزينتها تتكلم عن مدى شوقها للقاء حبيب .
مجموعة من الشبان ، سريعي الحركة ، يضحكون ، هل نظرت يوما الى حبوب الذرة كيف تصبح فشار ، تتطاير في الهواء ، هم كذلك ، انهم مراهقون ، لا يعرفون شيء في الحياة خبرتهم قليلا ، يبدو انهم يتسكعون ، وفي يوم سيندمون ، الوقت الذي يذهب لا يعود .
اخيرا وصلت ، لم استمتع بإستراق السمع والنظر الى الناس ، فكل شخص له هم يكفيه ولم اجد متعتي ولا وناستي في الطريق معهم ، لكن انسوني همي، وجعلوني اشعر بهوان كل المصاعب التي امر بها ، فمن منا لا يخلو من مآسي الحياة .
تعليقات
إرسال تعليق