لا تنتظر شكراً من أحد د/ عائض القرني
- خلق الله العباد ليذكروه ، ورزق الله الخليقه ليشكروه ، فعبد الكثير غيره وشكر الغالب سواه ؛ ولان طبيعه الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبه علي النفوس ، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك وأحرقوا إحسانك.، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ورموك بمنجنيق الحقد الدفين ، لا لشيئ إلا لانك احسنت إليهم { وما نقموا إلا ان أغناهم الله ورسوله من فضله }.
- وطالع سجل العالم المشهود ؛ فإذا هي فصوله قصه أب ربي ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه وادبه وعلمه وسهر لينام وجاع ليشبع وتعب ليرتاح فلما طر شارب هذا الابن وقوي ساعده اصبح لوالده كالكلب العقور، استخفافاً وازدراءً ، مقتاً، عقوقاً صارخاً ، عذاباً وبيلاً..
- ألا فليهدأ الذين احترقت اوراق جميلهم عند منكوسي الفطر، ومحطمي الارادات ، وليهنئوا بعوض المثوبه عند من لا تنفذ خزائنه.
- إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل، وعدم الاحسان للغير وانما يوطنك علي انتظار الجحود ، والتنكر لهذا الجميل والاحسان ، فلا تبتئس بما كانو يصنعون..
- اعمل الخير لوجه الله ، لانك الفائز علي كل حال، ثم لا يضرك غمط من غمطك ، ولا جحود من جحدك.، واحمد الله لانك المحسن ، وهو المسيئ واليد العليا خير من اليد السفلي { إنِمًآ نِطِعٌمًکْمً لَوٌجّهّ آلَلَهّ لَآ نِريَدٍ مًنِکْمً جّزٍآء وٌلَآ شُکْوٌرآ }..
- وقد ذهل كثير من العقلاء، من جبله الجحود عند الغوغاء وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي علي الصنف عتوه وتمرده { مر کْأنِ لَمً يَدٍعٌنِآ آلَيَ ضر مًسِهّ کْذِلَکْ زٍيَنِ لَلَمًسِرفُيَنِ مًآ کْآنِوٌ يَعٌمًلَوٌنِ } ، لا تفاجأ إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك، او منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهش بها غنمه ، فشج بها رأسك ، هذا هو الاصل عند البشريه المحنطه في كفن الجحود مع باريها جل علاه ، فكيف بها معي ومعك ؟!
◾◾◾◾◾◾◾◾◾◾◾
تعليقات
إرسال تعليق